اخبار عربية ودولية > اسماعيل السحباني في مؤتمر جنيف: حكومة بلدي تونس تفتقر الحق النقابي
اسماعيل السحباني في مؤتمر جنيف: حكومة بلدي تونس تفتقر الحق النقابي و تمارس سياسة تمييزية ضد النقابات رغم أنها مصادقة على جميع مواثيق منظمة العمل الدولية..وظاهرة الهجرة تحول البحر الأبيض المتوسط إلي مقبرة جماعية لآلاف من المغاربيين والافارقة . • • ال
وكالة انباء العمال العرب:6-6-2014
جاء في كلمة السيد إسماعيل السحباني الأمين العام لاتحاد عمال تونس في الدورة الثالثة بعد المائة لمنظمة العمل الدولية جوان 2014 ..ما يلي :"السيد رئيس الدورة..السيد المدير العام للمنظمة..السيدات و السادة الحضور..يشرفني أن أساهم معكم اليوم في مناقشة تقرير المدير العام المعنون "هجرة عادلة " برنامج لمنظمة العمل الدولية و يسعدني باسم منظمتي اتحاد عمال تونس ان ارفع لسيادتكم أسمى عبارات التقدير و الشكر على الجهد الذي بذله خبراء المنظمة لمدنا بهذا التقرير القيم الذي يعالج إحدى أهم المشكلات التي تعاني منها مجتمعات العالم النامي و السائر في طريق النمو و خصوصا منذ النصف الثاني من القرن المنقضي فالهجرة ليست ظاهرة جديدة و ليست أمرا ظرفيا فقد لازمت البشرية منذ القديم و أتاحت للبشرية عبر موجات الهجرة الجماعية أشكالا من الاختلاط و التقارب... و الهجرة كما هو موضح من التوصيف الذي تضمنه التقرير تضم مباشرة حوالي 5 بالمائة من البشرية أي ما يقارب 300 مليون نسمة و تهم بطريقة غير مباشرة أضعاف و أضعاف هذا العدد و عموما فان ما لا يقل عن خمس البشرية معني بظاهرة الهجرة و تبعاتها الاقتصادية و الاجتماعية و النفسية و السياسية..السيد الرئيس ..إن بلدي تونس و منطقة جنوب المتوسط معنية بشكل كبير بظاهرة الهجرة.. فمن بلادي انطلقت في السنوات الثلاث الأخيرة موجات من الهجرة غير المنظمة نحو شمال المتوسط و قد ترتب علي هذه الظاهرة تحول البحر الأبيض المتوسط إلي مقبرة جماعية لآلاف من المغاربين و الافارقة المتطلعين إلي حياة أفضل في بلدان الضفة الشمالية.لقد عجزت الحلول الأمنية في معالجة هذه الظاهرة والحل في تقديرنا يجب أن يكون حلا تنمويا لذلك علينا توفير ظروف العمل و العيش اللائق في بلدان الجنوب و علينا استنباط طريقة جديدة لتقييم الموارد المتاحة في سوق العمل العالمي ، إن الحل هو في محافظة بلداننا علي مواردها البشرية و خصوصا المتعلمة منها فلا يعقل أن تتحول بلدان الجنوب الفقيرة إلى مخابر لتكوين الإطارات و الكفاءات و تصديرها إلى البلدان الغنية إن كلفة تكوين مهندس أو طبيب أو مبرمج لا تقل في كل الحالات عن مائتي ألف دولار و إذا ما قدرنا عدد المهاجرين من الإطارات سنويا فان بلدان الجنوب سواء الإفريقية أو الأسيوية أو الأمريكية تخسر سنويا مئات المليارات من الدولارات إن ما يسمى بتحويلات المهاجرين لا يمثل شيئا يذكر أمام الخسائر الفادحة التي تتكبدها بلداننا التي تخسر سنويا مئات ألاف الإطارات التي يتم إغرائها و استدراجها للبلدان الصناعية المتقدمة من خلال الأجور المرتفعة و ظروف العيش اللائقة..سيدي الرئيس..إن الهجرة العادلة شعار جذاب و قادر على إشاعة الأمل و التفاؤل و لعل تحقيق العدل في نضرنا يكمن بالأساس في تحقيق التنمية في البلدان المعنية بتصدير اليد العاملة و الكفاءات إن العدالة لا تبنى اليوم إلا بنوع من التضامن و تجند السلط العمومية في بلدان الاستقبال و تعبئة الاستثمارات في بلدان الجنوب و خلق مواطن الشغل على عين المكان و الكف عن اعتداء الشباب على الهجرة أن بلدا مثل كندا يستجلب سنويا الآلاف من إطارات و كفاءات بلدان المغرب العربي الناطقة بالفرنسية و التي تكلف بلدانها الأصلية مليارات الدولارات في حين هذا البلد لا يقدم شيئا يذكر لبلدان المغرب العربي إن كلمة السر لتحقيق هجرة عادلة هي التنمية و علينا وضع الخطط و البرامج تحقق اقصر ما يمكن من مواطن الشغل من بلدان المصدرة...سيدي الرئيس..إن المنظمات النقابية العمالية مطالبة بلعب دور هام في الإحاطة بالمهاجرين و في بلدي تونس ما لايقل عن حوالي مليون مهاجر من بينهم اكثر من مائة ألف عامل و في تقديرنا إن واجبنا كمنظمة نقابية يدعونا إلى الاهتمام بهم و معالجة مشاكلهم و الوقوف إلى جانبهم لحفظ حقوقهم المادية و المعنوية و لا يفوتكم أننا كبلدان مصدرة لليد العاملة لا تمتلك الاداوات و الخبرة اللازمة للإحاطة بهؤلاء المهاجرين و نحن نتطلع إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه قسم الهجرة في مكتب العمل الدولي لتمكيننا من الخبرة و الوسائل الكفيلة للقيام بهذا الدور...في الختام لا يفوتني السيد الرئيس أن الفت انتباه المشاركين في هاته الدورة إلى ان حكومة بلدي تونس تفتقر الحق النقابي و تمارس سياسة تمييزية ضد النقابات رغم أنها مصادقة على جميع مواثيق منظمة العمل الدولية التي تضمن حرية الممارسة النقابية لكن تمارس سياسة المكيالين تجاه المنظمات النقابية و تحرمنا من امتيازات و حقوق تتمتع بها منظمات أخرى لا تفوتنا على قدرة تاطير العمال و الدفاع عن مصالحهم ..و شكرا على حسن الاستماع و السلام."........
