الصفحة الرئيسية البحث البريد الالكتروني RSS
فلاشات إخبارية
 
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة

اخبار عربية ودولية > رجب معتوق يكتب عن تنامي العلاقات الثنائية بيـن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد العالمي للنقابات

رجب معتوق يكتب عن تنامي العلاقات الثنائية بيـن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد العالمي للنقابات على اسس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك
 




وكالة أنباء العمال العرب:21-11-2015




ظل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب منذ تأسيسه في 24 آذار / مارس 1956 ، يحتفظ بعلاقات وثيقة ومتميزة مع المركز النقابي الدولي الرئيسي ، الاتحاد العالمي للنقابات ( WFTU) .
ويعود ذلك الى جملة من الاسباب ، التي لعل من ابرزها اتفاق المنظمتين في الاهداف والمبادىء والقيم النقابية التي

يناضلان من اجلها والتي جاءت نصاً في دستوريهما .
لقد كان النقابيون الاوائل الذين وضعوا دستور الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ضمن اليسار النقابي الملتزم بقضاياه القومية الى جانب القضايا الكونية ، واستفادوا من ذلك بأن وضعوا نظاماً داخلياً للاتحاد ، عُد تقدمياً بإمتياز .
وكان الاتحاد العالمي للنقابات WFTU ، الى جانب الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين ، من أول الاتحادات العمالية في العالم التي رحبت بتأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، واعلنت عن استعدادها لدعمه والتعاون والتنسيق معه في شتى المحافل الدولية .
ان تقارب وجهات النظر وتطابقها بين المقاربات التي يراها الاتحادان في القضايا الاقليمية كالقضية الفلسطينية ، واحتلال " اسرائيل" للجولان السوري ومحاولاتها تهويده ، وضربها بعرض الحائط لكافة القرارات الاممية في هذا الصدد ، وعدوان " اسرائيل " المتكرر على جنوب لبنان ، وغزة ، وتعاملها العنصري مع المواطنين الفلسطينيين وسلوكها المنافي لكل القيم والاعراف ومبادىء القانون الدولي ، والقانون الدولي الانساني ، وكذلك السياسات الامبريالية التي تنتهجها الادارات الامريكية المتعاقبة ، وبعض الحكومات الغربية ، لاسيما حكومتي بريطانيا وفرنسا تجاه المنطقة العربية ، ومحاولات الولايات المتحدة الامريكية الانفراد بقيادة العالم وهيمنتها على المنظمات الاممية كالامم المتحدة ومجلس الامن، وفرض العقوبات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية الجائرة على عدد من البلدان العربية ، وبلدان العالم الثالث مثل كوبا وكوريا الشمالية كل ذلك جعل العلاقة بين المنظمتين اكثر التحاماً وتعاوناً وانسجاماً .
لايعني ذلك بطبيعة الحال ، عدم وجود تباينات في وجهات النظر حول معالجة وتناول العديد من القضايا ، ولكنها لاتصل الى حد الخلاف، فالحوار الدائم والواعي بين قيادتي المنظمتين واستمرار تواصلهما دون انقطاع ظل يعمل على تذليل أي خلافات قد تعترى مسيرة العلاقات المشتركة.
ان مكافحة الامبريالية العالمية ، وقراصنة الاقتصاد للبلدان النامية، ومكافحة الامراض المستوطنة كالفقر والجهل والمرض ، والتعاون في معالجة ملفات عمالية ونقابية كبرى كالبطالة في بلدان العالم الثالث وقضايا المرأة والشباب ، والسعي لمنع تشغيل الاطفال دون السن القانونية والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ، والعمال المتقاعدين وملفات الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي ، ومتابعة قضايا العاملين في الاقتصاد غير المنظم ، ومناقشة انعكاسات سياسات العولمة، والمؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي ، ومنظمة التجارة العالمية ووصفاتها القاتلة لحكومات وشعوب الدول النامية والفقيرة .. وتعزيز التعاون جنوب – جنوب بين الدول والمنظمات النقابية ، ومواجهة اساليب وسياسات الشركات متعددة الجنسيات ضد العمال ، وضد مصالح الدول العاملة فيها ، وتشجيع التعاون الدولي المبني على الاحترام المتبادل ، ومكافحة التمييز بكل اشكاله ورفض الحروب والحصارات الاقتصادية ، والضغوط السياسية بمختلف انواعها ، والدعوة للسلم الاهلي والتعايش السلمي بين مكونات المجتمعات ورفض الارهاب بكل اشكاله ، ومكافحة اسلحة الدمار الشامل والمطالبة بعالم خال من الصراعات المسلحة ، والمبنى على العدالة واحترام القيم الانسانية للمجتمعات .. كل ذلك عناوين للتعاون المشترك بين الاتحادين منذ ان بدأت علاقاتهما الثنائية في التشكل .
قبل سقوط جدار برلين ، وانهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه، وانتشار الفوضى الصاعقة في كافة بلدان ما كان يعرف بمنظومة الدول الاشتراكية لاسيما من خلال توسع التعددية النقابية غير المنضبطة ، كان الاتحاد العالمي للنقابات رقماً صعباً في المعادلة النقابية الدولية في مواجهة خصمه اللذوذ الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ، الذي تأسس من قبل مجموعة من الاتحادات العمالية الغربية في اعقاب انشقاقها عنه بعد مؤتمره التأسيسي في الثالث من اكتوبر 1945 .
لقد اسس الاتحاد العالمي للنقابات بدعمه لقضايا التحرر ، وللبلدان الفقيرة والنامية وتنظيماتها النقابية العمالية ، ولمكافحته لمشاريع الامبريالية العالمية ورفضه للاستعمار ، أسس لسياسة التوازن في الحركة النقابية الدولية ، وكان يتقاسم ( النفوذ ) اذا جاز التعبير مع الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ، لاسيما داخل اروقة منظمة العمل الدولية.. حيث كانت " لجنة القرارات " بمؤتمر العمل الدولي ، وكذلك الجلسة الخاصة بمناقشة تقرير المدير العام حول أوضاع العمال العرب في فلسطين والاراضي العربية المحتلة الاخرى ، تشهد نقاشات مستفيضة وحادة في بعض الاحيان، قبل ان تلغى هذه اللجنة والجلسة معاً في وقت لاحق .
في تلك الاثناء كانت جل الاتحادات النقابية العمالية العربية اعضاء اصيلين في الاتحاد العالمي للنقابات WFTU ، عدا الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد المغربي للشغل اللذان كانا عضوان اصيلان في الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ، واتحاد عمال ليبيا واتحاد عمال مصر اللذان احتفظا باستقلاليتهما عن أي من الاتحادين الدوليين.
ولقد كان تأثير القوة النقابية العربية وحضورها وتواجدها في الاتحاد العالمي للنقابات فاعلاً وواضحاً .. اذ يذكر انه تبوأ رئاسة الاتحاد عدد من القادة النقابيين العرب منهم ابراهيم زكريا من السودان ، وعز الدين ناصر ومحمد شعبان عزوز من سوريا .. ولازال هذا الاخير يترأس الاتحاد العالمي للنقابات حتى يومنا هذا .
ورغم ان الاتحاد العالمي للنقابات شهد قدراً من التراجع في ادائه وحضوره الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي – حيث كانت النقابات السوفيتية الداعم الاكبر له .. وانسلاخ عدد كبير من الاتحادات العمالية من بلدان العالم بما فيها اتحادات عمالية عربية عن عضويته وتوجهها الى الانخراط بصفوف الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ، الذي تحول فيما بعد الى " الاتحاد الدولي للنقابات ( ITUC) بعد اندماجه مع الاتحاد العالمي للعمل ( WCL) عام 2006، الا ان العلاقة بينه وبين الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية ظلت قائمة وبوتيرة تتطور بتطور اداء التنظيمات الثلاث .
كان من ابرز وجوه النشاط المشترك بين الاتحاد العالمي للنقابات والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب مع منظمة الوحدة النقابية الافريقية وعدد من المراكز النقابية التقدمية في العالم الثالث تأسيس ما عرف باللجنة النقابية الدولية لمناصرة عمال وشعب فلسطين هذه اللجنة التي ضمت في عضويتها الى جانب التنظيمات المؤسسة عدد لابأس به من الاتحادات العمالية في العالم الداعمة للحق الفلسطيني وكان لهذه اللجنة العديد من اللقاءات والاجتماعات والانشطة المتميزة في بلدان اوروبية وافريقية وعربية عديدة .. وشكلت فضاءاً نقابياً دولياً للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
في السنوات الاخيرة شهد الاتحاد العالمي للنقابات عودة قوية للساحة النقابية الدولية .. فبعد انتقاله للعاصمة اليونانية – اثينا وتبني الاتحاد اليوناني (بامي PAME ) لاستضافته وتوفير امكانيات تنشيطه وتفعيله مع تعهد عدد من المنظمات النقابية بدعمه ومؤازرته مالياً ، وانتخابه للقائد النقابي النشط جورج مافريكوس ، اعاد هذا الاتحاد حضوره وبقوة على الساحة النقابية الدولية ، وقد عملت قيادته على توسيع قاعدة المنتمين له.. واجراء اصلاحات هيكلية في لوائحه وسياساته من خلال مؤتمراته التي عقدها والتي كان آخرها في العاصمة اليونانية – اثينا عام 2010 ، والذي شهد حضوراً ومشاركة نقابية واسعة من مختلف قارات العالم .. وكان تظاهرة نقابية دولية لم يشهدها هذا الاتحاد منذ سنوات عدة .. وشكلت محطة مشجعة على انطلاقة جديدة له بدأ يحسب لها مجدداً الف حساب .
تنامت علاقات الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والاتحاد العالمي للنقابات ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية ، والاتحاد العام لعمال عموم الصين بعد اتفاقهما على تأسيس " الملتقى النقابي الدولي حول العولمة الاقتصادية والنقابات " الذي اعلن عن اشهاره من قبلهم عام (2005) ، حيث حظى هذا الملتقى بدعم وتمويل واهتمام من قبل الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين .. وبالنظر الى ان هذا الملتقى هو منبر مفتوح لاهيكلية له ، ولا نظام داخلي ، ولا يتحمل المشارك فيه اية اعباء او التزامات مالية كرسوم الانتساب او أي نوع من الاشتراكات .. عدا احترام قواعد الحوار والمناقشة وتبادل وحهات النظر بموضوعية حول مختلف القضايا التي يطرحها هذا الملتقى للنقاش ، فإن عدد المشاركين فيه قد ازداد بوتيرة سريعة ومرتفعة حتى وصل الى مايربو عن المائتي مشارك من مختلف بلدان العالم في دورته الاخيرة .. ويذكر ان هذا الملتقى ظل يعقد دوراته العامة سنوياً في العاصمة الصينية – بكين ، بينما اطلق المؤسسون على انفسهم اسم " لجنة التنسيق للملتقى " ويعقدون اجتماعاً سنوياً هم ايضاً للتحضير للملتقى واختيار موضوعاته والمشاركين فيه وذلك على هامش مؤتمر العمل الدولي بجنيف .
ورغم ان هذا الملتقى هو تنظيم مفتوح لكافة الاتحادات العمالية في العالم بغض النظر عن انتماءاتها .. فإنه شكل فضاءاً نقابياً على الساحة الدولية ، نظرت اليه بعض المراكز الدولية وخاصة الاتحاد الدولي للنقابات بعين الحذر والريبة .
عقد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والاتحاد العالمي للنقابات معاً ، او بالاشتراك مع منظمات اخرى .. العديد من الندوات المشتركة وورش العمل في براغ واثينا ودمشق والقاهرة والخرطوم ، واماكن اخرى ، ولقيت تلك الفعاليات قبولاً ومشاركة لافتة من المنظمات الاعضاء في الاتحادين وخرجت بجملة من النتائج والتوصيات التي حظيت بإهتمام ومتابعة كافة المنظمات الاعضاء .
في ظل التحديات والاوضاع الراهنة ، وحالة عدم الاستقرار السياسي الحالي في العالم ، ولاسيما في القارة الافريقية والعالم العربي، والنزاعات الاستغلالية المدمرة للسياسات الليبرالية الجديدة ، والتحديات التي تواجه الحركة النقابية الدولية وحقوق الانسان ، والسياسات الديكتاتورية والمثيرة للانقسام بذراع الحركة العمالية الدولية.
فقد عمد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والاتحاد العالمي للنقابات ، ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية الى الاعلان عن تأسيس ما عرف بالتحالف النقابي الدولي في كانون الثاني / يناير 2014 بالعاصمة الغانية – اكرا ، حيث اتفقت المنظمات الثلاث على محاربة كل اشكال الاستغلال ، والحد من تحويل العمل الى مجرد سلعة ومحاربة العولمة الليبرالية الجديدة واستعادة كرامة العمل والتحول الجماعي في العالم، ومواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الحركة العمالية العالمية على مختلف المستويات ، مثل القوانين غير المناسبة للعمل ، ووجود الحكومات ومنظمات اصحاب العمل غير الودية ، ومحاولات تفتيت النقابات والبطالة الجماعية ومحاولات خلق الانشقاق بين المراكز النقابية العربية والافريقية ومحاولات اضعاف الحركة العمالية لمصلحة القوى الغربية وارباب العمل .
لقد اعطت العلاقات الثنائية بين الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد العالمي للنقابات ، وجهاً مشرقاً لعلاقات التعاون المبنية على الاحترام المتبادل ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وللتفهم والتفاهم عندما يكون الحوار منطقياً وموضوعياً ، لا عدائية فيه ولا محاولة للاحتواء او الإقصاء او التهميش .. ولا ممارسة فاشية وعنصرية .. تعثريه .
ان احترام قواعد الحوار والنقاش الديموقراطي واحترام الاخر .. والرغبة الصادقة والمشتركة من اجل النضال المشترك لخدمة الاهداف والقيم النقابية التي يلتقي عليها الاتحادان هي التي اسست لهذه العلاقة المتينة والممتدة لعقود مضت ، والتي يعمل الجانبان بجدية ونشاط وثبات على ان تمتد الى عقود اخرى قادمة انشاء الله .

*بقلم الامين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق ..
الصفحة الرئيسية
تعريف بالاتحاد
الجمهورية الاسلامية في ايران
المخيم النقابي المقاوم 2013
معرض الصور
ركن المزارعين
موقف الاسبوع
متون نقابية
بيانات
دراسات وابحاث
ارشيف
اخبار متفرقة
مراسيم -قوانين - قرارات
انتخابات نقابية
مقالات صحفية مختارة
صدى النقابات
اخبار عربية ودولية
اتحادات صديقة
تونس
الجزائر
السودان
سوريا
العراق
سجل الزوار معرض الصور
القائمة البريدية البحث
الرئيسة RSS
 
Developed by Hadeel.net