٣٠ أيار ٢٠٢٥ 
أصدر إتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان بيانا جاء فيه : مرة جديدة، يمتدّ العدوان الصهيوني الغاشم ليطال وجهًا من وجوه الكرامة اليومية في لبنان. الشهيد محمود حسن عطوي، العامل في بلدية النبطية الفوقا، لم يكن يحمل سلاحًا، بل كان يحمل الماء، يوزعه على أهله في زمن القصف والخطر، فأصابه صاروخ من طائرة مسيّرة، بينما كان يؤدي واجبه الإنساني والمجتمعي في قلب بلدته. لقد ارتقى محمود شهيدًا لأنه اختار أن يبقى في الميدان، يخدم الناس ويثبت في أرضه، فكان استهدافه جريمة مزدوجة: جريمة بحق الإنسان، وجريمة بحق قيم العمل والمقاومة والصمود. إننا في اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان ، نعتبر أن استشهاد عطوي ليس مجرد فقدان لعاملٍ شريف، بل هو ضربة مباشرة لكل مواطن يختار أن يبقى، لكل من يعمل رغم الانهيار، ولكل من يرى في عمله موقفًا وطنيًا. اننا في اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان نؤكد أن العامل في لبنان ليس مجرد شاغل وظيفة ، بل هو حارس للكرامة الوطنية والاجتماعية، ومقاوم في وجه التقصير والتواطؤ، ونطالب الحكومة اللبنانية بتحمّل كامل مسؤولياتها في تأمين سبل العيش الكريم وحماية المواطنين اللبنانيين، والدفاع عنهم أينما وجدوا، لا سيما أولئك الذين يعملون في ميادين الخدمة العامة متحدين إرادة العدو الاسرائيلي بمنع اعادة الحياة الى قرى ويلدات الجنوب المحاذية لفلسطين . وندعو كل النقابيين الشرفاء، والاتحادات، والقيادات الوطنية إلى رفع الصوت عاليًا، والضغط على الجهات الرسمية لأداء واجبها تجاه شعبها، وتجاه العمال الذين أصبحوا مستهدفين لأنهم قرروا أن يخدموا لا أن يفرّوا. إن هذه الجريمة تؤكد مجددًا أن العدو لا يفرّق بين مقاوم مسلح وعامل يحمل دلواً من الماء. فكل من يخدم الناس في زمن الحرب، هو مقاوم بنظر الاحتلال، ومن هنا، نُجدّد تمسّكنا بخيار المقاومة باعتبارها الضمانة الوحيدة لصد العدوان، وحماية الإنسان والمؤسسات، وبناء وطنٍ حرٍّ كريم. إن دماء الشهيد محمود عطوي لن تذهب هدرًا، بل ستبقى نبراسًا لكل من آمن بأن الصمود في العمل في وجه العدو مقاومة، وأن الشهادة قد تكون قدر من اختار أن يخدم أهله حتى اللحظة الأخيرة. الرحمة لشهيد لقمة العيش... المجد للعمال المقاومين... والنصر للبنان. اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان. بيروت – 30 أيار 2025 |