٢٥ ت١ ٢٠٢٥ 
أقامت مديرية الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، احتفالاً تأبينياً لشهدائها في منطقة بيروت، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، وذلك تتقديراً للتضحيات العظام التي بذلت إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وذلك في مجمع أهل البيت في الجناح تحت عنوان "رسل الإنسانية الأوفياء"، بحضور القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية توفيق الصمدي، ممثل المدير العام للدفاع المدني العميد عماد خريش، النقيب علي نجم ممثلاً قائد فوج إطفاء بيروت، مدير عام الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية عدنان مقدم، وعدد من الفعاليات والشخصيات السياسية والحزبية والعلمائية والثقافية والاجتماعية والبلدية والاختيارية، عوائل شهداء، وعاملين ومتطوعين في الدفاع المدني، وجمع من الأهالي. افتتح الاحتفال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم كانت وقفة مع النشيد الوطني ونشيد الدفاع المدني، بعدها جرى عرض فيلم يوثّق جهود عناصر الدفاع المدني بمختلف عناوينها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. ناصر الدين وكانت كلمة لوزير الصحة راعي الاحتفال قال فيها: "إن الأخوة في الدفاع المدني حملوا نداء الإنسانية بثوب أبيض في مستشفى، وببزة صفراء ورمادية على نقاط العدوان، الذي لم يوفر بشراً ولا حجراً ولا مسعفاً ولا طبيباً ولا سيارة إسعاف ولا صليب أحمر ولا أي سيارة تحمل إشارة الإنسانية، فكيف لإسرائيل أن توفّر وترحم وهي ماضية في عدوانها"، مشيراً إلى أنه "في كل شرائع الدول والأمم، تُحيّد سيارة الإسعاف والإطفاء عن الاستهداف، وهذا موجود في العديد من المعاهدات الدولية، ولكن هذا ليس بجديد على الإسرائيلي، فهو منذ تاريخ تأسيس كيانه وهو كما هو، والمجازر خير دليل، وصور الشهداء تأكيد وتأكيد". وأضاف: " حين قررنا بما نمثل أن نشارك في هذه الحكومة، فذلك كان وفق أصول ووفق بيان وزاري واضح في ما يتعلق بصد العدوان، وتعزيز دور الجيش لحماية الوطن، واستعادة الأسرى، ووقف الاحتلال، والعمل على تحرير الأرض، وإعادة الإعمار، فهذا أبرز ما تضمنه البيان الوزاري، وهذا جوهر مشاركتنا في الحكومة، وهذا التزام قطعته الدولة والحكومة، وبالتالي، نحن نتبنى الأفكار والآراء، ونحن وزراء فاعلون في هذه الحكومة على حقائب وزارية خدماتية، ولكن أيضاً يعنينا الناس وإعادة الإعمار ورد الاحتلال، ولأننا لا نستطيع أن نبقى مكتوفي الأيدي، فإننا نعلن في وزارة الصحة، بدء إعادة الإعمار في مستشفيات الجنوب التي تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وندعو كل الوزراء الأخوة، إلى المبادرة، فبلدنا نبنيه ونحميه سوياً، ونلتزم به سوياً، واستشهدنا عليه سوياً من شهداء للجيش اللبناني والمقاومة". مقدم بدوره ألقى مقدم كلمة أشار فيها إلى أن "إسرائيل تخطّت في حربها الأخيرة على لبنان كل المعايير القانونية والإنسانية، وتمادت في استهدافها للمنشآت الصحية والإسعافية، فاستهدفت سيارات الإسعاف والإنقاذ، والمراكز الطبية والمستوصفات، ومراكز الإطفاء والدفاع المدني والطوارئ في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى استهداف مداخل المستشفيات تمهيداً لإقفالها واستهداف أماكن النزوح، ومن هنا، فإننا نطالب المجتمع الدولي والجمعيات الإنسانية بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على مراكزنا وسياراتنا، ونحن من جهتنا عملنا وسنواصل على ملاحقة العدو في المحافل الدولية، من خلال تقديم شكاوى إلى لجنة العفو الدولية، وإلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان، وإلى رئيسة الصليب الأحمر في "جنيف"، إضافة إلى منظمات حقوقية ودولية، مع تحضير كامل المستندات المطلوبة لذلك الهدف، وتوثيق الاستهدافات المخالفة للقانون الدولي الإنساني، والتي تُشكّل جرائم حرب، ولا بد من مواصلة فضح هذا الكيان في كل المحافل الدولية، وملاحقة حقوق الشهداء والضحايا". عوائل الشهداء ثم، كانت كلمة باسم عوائل الشهداء ألقتها والدة الشهيد المسعف حسن الخنسا قالت فيها: "إن دماء شهداء الدفاع المدني لم تراق عبثًا، بل تخطى مداها حدود الوطن بالعزة والإباء، فهؤلاء المتطوعون، لم يكونوا مجرد أفراد أدّوا واجباً، بل كانوا روح التضحية التي حملت قضية الإنسان والحق، فكانوا نورًا في عتمة الخوف، وأمانًا في لحظة الخطر، فهم لم يحملوا السلاح ليقاتلوا، بل أسعفوا لينقذوا، ولم يسقطوا، بل ارتفعوا، ولم يرحلوا، بل بقوا ما بقي الحق والوطن"، مضيفة "إننا نجتمع اليوم لنقف وقفة عز وإجلال أمام تضحيات صنعت الكرامة، وأمام أرواح أبت إلّا أن تعيش حرة عزيزة، فلقد أدّى شبابنا تكليفهم في ميادين العطاء، وكانوا في الطليعة شجعانًا وأبطالًا، ضحوا بأغلى الأرواح، وتخلوا عن زينة الدنيا في سبيل طريق الحق، وها نحن اليوم نستكمل الدرب، نحمل شعلة ونمضي، حافظين الأمانة، مكملين المسيرة، رافعين رؤوسهم، مطالبين بثأرهم من كل معتدٍ ظالم مختال أثيم". واختتم الاحتفال بمجلس عزاء حسيني عن أرواح الشهداء. المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام |