١٠ ك١ ٢٠٢٥ 
أصدر المكتب الإقليمي الأوروبي لاتحاد النقابات العالمي Eurof – WFTU بيانًا بمناسبة اليوم الدولي لحقوق الإنسان الذي يصادف 10 كانون الأول، وهو التاريخ الذي اعتُمِد فيه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وأكد المكتب أنّ هذه المناسبة تأتي هذا العام في ظل اتساع الفجوة بين مبادئ الإعلان وواقع الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان حول العالم. ولفت البيان إلى “التصاعد غير المسبوق لنزعة العسكرة في أوروبا”، حيث يجري – بحسب المكتب – توظيف خطاب "العدو الداخلي" لتبرير التحوّل نحو اقتصادٍ حربي، وتعميق النزعات اليمينية داخل الاتحاد الأوروبي. وسجّل المكتب مثالين على ما وصفه بـ"ازدواجية المعايير" الأوروبية: أولهما منح جائزة نوبل للسلام للمعارضة الفنزويلية اليمينية ماريا كورينا ماتشادو في أوسلو، رغم مسؤوليتها عن محاولة انقلاب في فنزويلا وارتباطاتها – وفق البيان – بجهات وشخصيات يمينية متطرفة. أما المثال الثاني فهو “الدعم الأوروبي غير المشروط للكيان الإسرائيلي”، في ظل استمرار اتفاقية الشراكة الاقتصادية معه، ما يجعل الاتحاد الأوروبي “حليفًا تجاريًا مفضّلًا لدولة ترتكب جرائم إبادة”، على حدّ تعبير المكتب. وأشار البيان إلى أنّ تراجع هيمنة الولايات المتحدة يدفع واشنطن وحلفاءها إلى “خيار الحرب والمزيد من النزاعات”، بينما تتبنّى النخب السياسية الأوروبية خطابًا يدعو صراحةً إلى إعادة تسليح القارة. وفي مواجهة الأزمة البيئية-الاجتماعية المتفاقمة للنظام الرأسمالي، ترى القوى الاقتصادية – كما يقول المكتب – أنّ صناعة السلاح تشكّل “طوق النجاة”. وفي ظل تفاقم الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب الأوروبي، من بطالة وتراجع في مستويات العيش، يشير المكتب إلى أنّ قطاعات واسعة منهم تنخرط اليوم في تحركات شعبية ضد الإبادة في فلسطين، وضد عسكرة أوروبا، وضد العودة إلى التجنيد الإجباري، ومن أجل انتقال بيئي-اجتماعي عادل. ويؤكد الاتحاد العالمي للنقابات استمراره في العمل إلى جانب هؤلاء الشباب الساعي إلى التغيير. وشدّد المكتب الإقليمي على أنّ “الالتفاف الأوروبي حول خيار الحرب ليس صدفة، بل هو توجه واضح من النخب الاقتصادية والسياسية لتقويض الحقوق الاجتماعية والعمالية، وتقليص الحريات، عبر تحميل الطبقة العاملة كلفة إعادة التسلح”. وختم البيان بالتأكيد على ضرورة أن يواجه العمل النقابي الكفاحي هذا المسار التصعيدي بثقافة السلام والتضامن، مضيفًا: “منذ تأسيس الاتحاد العالمي للنقابات قبل 80 عامًا، وقفنا ضد الحروب والفاشية والاستغلال، ودافعنا عن حق الشعوب في تقرير مصيرها. وما زلنا اليوم على الجبهة نفسها لما تحمله هذه القيم من أهمية في السياق الدولي الراهن”. أوروبا – 10 كانون الأول 2025 |