١٦ ت٢ ٢٠٢٥ 
يصدر اتحاد الوفاء هذا الموقف الأسبوعي في ظلّ تراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، واستمرار التحدّيات التي يواجهها العمال والمزارعون والموظفون في مختلف القطاعات، وسط غياب السياسات الحكومية الفعّالة وتفاقم التدخلات الخارجية التي تُثقل كاهل لبنان والمنطقة. ويؤكّد الاتحاد أنّ مواجهة هذه الأزمات تتطلّب رعاية الدولة للفئات المنتجة، وتعزيز السيادة الوطنية، ومنع أيّ مساس بحقوق الناس وضماناتهم الاجتماعية. أولاً: المحور المحلي 1. التعليم والقطاع التربوي يتابع الاتحاد بقلق استمرار التخبط في القرارات التربوية، ويشدّد على ضرورة وضع سياسات تعليمية عادلة وثابتة، بعيداً عن الضغوط السياسية والخارجية، وبما يحفظ حق التلامذة والمعلمين في بيئة تربوية مستقرة. 2. القطاع الاقتصادي والمالي تتابع نقابات الاتحاد التعميمات المالية الصادرة، ومنها قرارات مصرف لبنان المتعلقة بشركات تحويل الأموال والمصارف، وما يُرافقها من تفريغ للسوق من أي دور رقابي فعّال. ويؤكد الاتحاد أنّ حماية الليرة لا يمكن أن تتحقق عبر إجراءات تجميلية، بل عبر خطة اقتصادية وطنية تحمي الإنتاج وتواجه المضاربات، بعيداً عن الهيمنة المصرفية والسياسات النيوليبرالية والإملاءات الخارجية التي تستهدف البنيان الوطني. 3. الأجور ما زالت رواتب الموظفين في القطاع العام بعيدة جداً عن كلفة المعيشة. ويطالب الاتحاد بـ: رفع الأجور وتصحيحها دورياً. حماية تعويضات نهاية الخدمة. تطوير الضمان الاجتماعي ليشمل جميع فئات العمال. تحقيق المساواة بين القطاعين العام والخاص في التقديمات المالية والاجتماعية والصحية. 4. القطاع الزراعي شهد الأسبوع نشاطات متعددة في التسجيل بالسجل الزراعي وتوزيع الغراس ودعم المزارعين في الجنوب والبقاع والشمال. وإذ يرحّب الاتحاد بهذه الخطوات، يؤكد ضرورة تحويلها إلى سياسة زراعية وطنية تهدف إلى: حماية الإنتاج المحلي. وقف الإغراق. دعم التعاونيات والمزارعين الصغار. فالزراعة ركيزة الأمن الغذائي الوطني ويجب أن تكون أولوية الدولة. 5. الصحة والبيئة في ظل التقارير عن "موسم الحرائق المتجدد" والأزمات التي يعانيها القطاع الصحي والبيئي، يدعو الاتحاد إلى: وضع خطة وطنية لإدارة الكوارث. دعم المستشفيات الحكومية. وقف الاحتكار الدوائي. حماية العاملين في القطاع الصحي. تعزيز جهاز الدفاع المدني للقيام بمهامه الوطنية. 6. العمال والنقابيون يسجل الاتحاد تضامنه مع النقابات التي تعرّضت لحملات تجنٍ إعلامي أو تضييق، ويؤكد ثوابته: الدفاع عن حرية العمل النقابي. مواجهة الفساد الإداري. تعزيز ثقافة الكرامة الوطنية داخل المؤسسات العامة والخاصة. 7. قطاع النقل واللوجستيات يشدد الاتحاد على ضرورة حماية حقوق سائقي الحافلات والعاملين في النقل، وتأمين شروط السلامة العامة لتلامذة المدارس. ويعتبر أنّ إصدار التشريعات التي تخدم هذا الهدف بات حاجة ملحّة. 8. الإعمار والتعويضات مع استمرار التعثّر في آليات التعويض والإعمار، يطالب الاتحاد بتسريع الإجراءات وضمان الشفافية في الصرف لصالح المتضررين والعمال المشاركين في عمليات إعادة البناء. **ثانياً: المحور الإقليمي المستجدّات في الجمهورية الإسلامية في إيران** تشهد الجمهورية الإسلامية في إيران سلسلة تطورات نوعية على المستويين الاقتصادي والدبلوماسي، تُظهر تقدماً ملحوظاً في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي. فقد انطلق مؤخراً مسار جديد للتعاون الإيراني–الروسي في مجال النقل عبر "بوابة العبور بين الشمال والجنوب"، بما يفتح آفاقاً أوسع أمام التجارة والترانزيت. كما أكد نائب وزير الخارجية الإيراني اعتماد قنوات مالية بديلة وآليات مقايضة بالعملات الوطنية، بهدف التحصّن أمام العقوبات وتعزيز استقلالية الاقتصاد. وفي القطاع الصناعي، حققت صناعة الطاقة إنجازاً مهماً بتوطين تصنيع عدد من المعدّات الحساسة، بما يعكس ارتفاع القدرات التقنية الوطنية. كذلك تواصل إيران توسيع تعاونها التجاري، سواء عبر اتفاقية التجارة التفضيلية مع سلطنة عُمان أو عبر التفاهمات التجارية المتقدمة مع باكستان. أما في الإطار العلمي، فقد انعقد تحالف مشترك بين الجامعات التقنية الإيرانية والعراقية لتعزيز التعاون المعرفي والتكنولوجي، بما يساهم في تنمية القدرات والبنى العلمية في البلدين. ثالثاً: المحور الدولي تتسارع المواقف الدولية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، حيث شهدت السويد تظاهرة شعبية واسعة أدانت الجرائم الإسرائيلية ودعت إلى وقف الاعتداءات فوراً، في سياق موجة تضامن عالمية مع الشعوب المظلومة. وفي تطور لافت، صوّت برلمان إيرلندا الشمالية على حجب الثقة عن وزير زار الكيان الإسرائيلي، في خطوة تُظهر تزايد الرفض الشعبي والرسمي للتطبيع ودعم الاحتلال. على المستوى النقابي الدولي، قدّم الأمين العام للاتحاد العالمي لنقابات العمال كلمة شدّد فيها على العدالة الاجتماعية وحقوق الشعوب في مواجهة الهيمنة، مؤكداً أنّ الطبقة العاملة تدفع ثمن الحروب والعدوان، خصوصاً في فلسطين. وفي أوروبا، فصلت وكالة إعلامية إيطالية صحافياً بعد سؤاله مفوّضة الاتحاد الأوروبي عن مسؤولية أوروبا في إعمار غزة، في مؤشر جديد على التضييق على الأصوات التي تكشف ازدواجية المعايير في المواقف الغربية من العدوان الإسرائيلي. الخاتمة والتوصيات إعطاء الأولوية لإنقاذ القدرة الشرائية للعمال عبر تصحيح فوري للأجور، حماية المدخرات، وتعزيز الضمان الاجتماعي. تبنّي سياسة زراعية وطنية تحمي المزارع الصغير والتعاونيات وتُعزّز الأمن الغذائي. مواجهة الوصاية الخارجية والدفاع عن سيادة القرار الاقتصادي والسياسي الوطني. التضامن مع فلسطين ودعم المقاومة ورفض الاحتلال هو خط مبدئي ثابت للاتحاد. تعزيز العمل النقابي الحر ومواجهة أي محاولات لقمع أو تهميش الحراك العمالي. |