١٤ ك١ ٢٠٢٥ 
صدر عن اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان موقفه الأسبوعي، وقد جاء فيه : في ظلّ التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، واستمرار العدوان الصهيوني على لبنان، والحصار المالي والاقتصادي المفروض على الشعب اللبناني، أكد اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان التزامه الثابت بالدفاع عن حقوق العمال والمستخدمين، وصون السيادة الوطنية والغذائية، ومواجهة كل أشكال الهيمنة والنهب المنظّم والاستهداف الممنهج للاقتصاد الوطني. كما وأكد الاتحاد دعمه الكامل وغير المشروط لحق الإضراب والتحرّك النقابي في القطاع العام، معتبرًا أن الإضراب الذي نفذته رابطة موظفي الإدارة العامة وتجمع روابط القطاع العام شكّل محطة مفصلية أرست أسس مرحلة جديدة من النضال النقابي، كما عبّر عن ذلك اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام. ورفض الاتحاد تحميل العمال والموظفين ومنتجي القطاعات المختلفة مسؤولية الانهيار، محمّلًا السلطة السياسية والمالية كامل المسؤولية عن تفاقم الاحتقان الاجتماعي، ولا سيما في ملفات الأجور وسلسلة الرتب والرواتب والاستقرار الوظيفي. وفي الشأن التشريعي، رأى الاتحاد بارقة أمل في التعديلات المقترحة على قانون العمل، ولا سيما لناحية شمول العاملين في الزراعة والمنازل، وتكريس حقوق اجتماعية أساسية كإجازة الأبوة، وتمديد إجازة الأمومة المدفوعة، وفرض إنشاء حضانات في المؤسسات، معتبرًا أن هذه الخطوات تبقى غير مكتملة من دون ضمانات تنفيذية فعلية وحماية شاملة من الصرف التعسفي والاستغلال. زراعيًا، تابع الاتحاد تطورات انتشار مرض الحمّى القلاعية، مثمّنًا متابعة وزارة الزراعة، ومؤكدًا ما أعلنه اتحاد نقابات المزارعين في لبنان “إنماء” حول ضرورة تعاون وطني شامل، ودعم مباشر للمزارعين، وتعويض عادل عن الخسائر، ومنع استغلال الأزمة لضرب الإنتاج الوطني. كما ثمّن النقاشات الجارية داخل اللقاء الوطني للهيئات الزراعية ولجانه المركزية المعنية بالبذور والشتول والثروة السمكية وتنظيم القطاع، معتبرًا أنها تعزّز صون السيادة الغذائية وتحمي حقوق المزارعين وتمنع احتكار البذور وسيطرة الشركات العابرة للحدود على غذاء اللبنانيين. ورحّب الاتحاد بالجولة الجنوبية الواسعة لوزير الزراعة في العديسة وكفركلا وسائر القرى الحدودية، وما حملته من تأكيد على دعم المزارعين وتعزيز صمودهم، داعيًا إلى ترجمة هذه المواقف دعمًا فعليًا ومستدامًا للجنوب ومزارعيه، ومطالبًا وزيري الصناعة والطاقة بزيارة الجنوب والقيام بواجباتهما تجاهه. بيئيًا، دان الاتحاد الفساد المستشري في ملف المقالع والكسّارات، وأعلن وقوفه إلى جانب لجنة كفرحزير البيئية في مطالبتها بمحاكمة شركات الترابة وإقفال المقالع المخالفة نهائيًا، لما تشكّله من خطر على البيئة والصحة العامة وحقوق المواطنين. وفي ملف الخدمات، اعتبر الاتحاد أن أزمتي الكهرباء والمياه، ولا سيما في محافظة بعلبك-الهرمل، هما نتيجة مباشرة للإهمال والفساد وغياب المحاسبة، داعيًا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية ترفع الظلم عن محافظات بعلبك-الهرمل والجنوب والنبطية وعكار، وتعزّز رعاية الدولة لمواطنيها. وطنيًا وقوميًا، شدد الاتحاد على أن قضية الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين قضية وطنية وقومية وأخلاقية وإنسانية، معتبرًا أن إغفالها يشكّل إدانة وجريمة مستمرة. كما جدّد تضامنه مع معتقلي حركة “فلسطين أكشن” المضربين عن الطعام رفضًا للقمع ودفاعًا عن فلسطين. وأكد الاتحاد أن الاستهداف الاقتصادي والمالي للبنان والحصار المفروض على قطاعاته الإنتاجية هو وجه آخر من أوجه العدوان الصهيوأميركي، داعيًا إلى تعزيز الاعتماد على القدرات الوطنية والتعاون مع الدول الصديقة. ولفت إلى التطورات العلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا سيما في مجال تلقيح السحب، معتبرًا أن هذا الإنجاز دليل على فشل سياسات الحصار وقدرة الشعوب على تحويل التحديات إلى فرص تخدم الأمن المائي والغذائي والاقتصادي. وختم اتحاد الوفاء بالتأكيد أن كرامة العامل من كرامة الوطن، وأن النضال الاجتماعي والزراعي والبيئي والوطني مسارات متكاملة في معركة واحدة عنوانها الصمود والسيادة والعدالة، داعيًا إلى وحدة الصف النقابي والشعبي وانتقال الدولة من منطق التبعية إلى منطق السيادة حمايةً للوطن وصونًا لحقوق الناس. |