٣٠ أيار ٢٠٢٥ 
بمناسبة عيد المقاومة والتحرير نظم اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان واتحاد الضياء لنقابات العمال والمستخدمين في بيروت وجبل لبنان احتفالاً في مقام سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، بحضور شخصيات نقابية وعمالية بارزة من مختلف الاتحادات والهيئات. شارك في الاحتفال رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، عضو هيئة المكتب بطرس سعادة، رئيس المكتب العمالي في حزب البعث قاسم زهوي، رئيس اتحاد عمال فلسطين – فرع لبنان غسان بقاعي، ممثل الهيئات التجارية والصناعية سليم ضيا ومسؤول اللجان العمالية في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في لبنان وعبد الكريم الأحمد، إلى جانب آخرين. وتجدر الإشارة إلى أن وزير العمل تمثل بمستشاره فراس زعيتر ، الذي أشار في كلمة إلى رمزية مناسبة عيد المقاومة والتحرير وتلاقيها مع عيد العمال، مشيداً بالتضحيات التي صنعت الانتصار وبناء الوطن بسواعد العمال. وفي كلمته، أكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أننا أمام مسؤولية حكومية كبيرة لإيجاد حلول لما يجري في الجنوب والبقاع، حيث تلقي الأوضاع الراهنة بظلالها على الواقع الأمني العام والواقع الاقتصادي، مشدداً على ضرورة التحرك الفعلي لمواجهة التحديات الراهنة. من جهته، ألقى رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال علي ياسين كلمة مفصلة، أكد فيها أن عيد المقاومة والتحرير في عام 2000 أسس لزمن الانتصارات ولمعادلات جديدة ونتائج استراتيجية واضحة أدخلت الصراع مع العدو الصهيوني مرحلة جديدة. وأشار إلى أن الخامس والعشرين من أيار 2000 هو يوم من أيام الله المجيدة في تاريخ الأمة، وأصبح عيداً للمقاومة والتحرير بفضل دماء الشهداء التي بذلت لتحرير الأرض وطرد المحتل الغاصب. وقال ياسين: بعد ربع قرن من المقاومة والجهاد، بات ثابتاً أن خيار المقاومة هو حفظ للوجود في مواجهة العدو المتغطرس، وأن الشعب اللبناني الأبي رغم العدوان التف حول المقاومة والتزم بنهجها وخيارها، فالمقاومة واجب وحق مشروع. وحيّا صمود الشعب اللبناني الذي كتب فضائل خالدة من الصمود والوعي في معركة مفتوحة لم تقتصر على مواجهة الاحتلال العسكري بل امتدت لمقاومة كافة أشكال الهيمنة والاستضعاف. وأشار إلى أن مقاومة الجنوب، مع البقاع وغيره من المناطق، لا تزال في خط المواجهة الأول سواء في التصدي للخروقات اليومية للعدو أو في حفظ التوازنات السياسية التي أرستها المقاومة من خلال قيادتها الحكيمة. وذكر أن المشاركة الفاعلة في الانتخابات البلدية والاختيارية جاءت لتؤكد صواب ووعي عميقين لحماية المنجزات وأن من صنع التحرير قادر على صون السيادة وتثبيت الاستقرار، ليس بالسلاح فقط وإنما بالصوت والموقف والقرار الحر. ولفت ياسين الى كا قاله سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم من أن المقاومة خيار الشعب، ولبنان كله إما يستقر أو لا يستقر، وأن المقاومة نشأت لضرورة في المواجهة ولا يمكن أن يبقى لبنان بلا مواجهة لهذا العدو، مؤكداً أن المقاومة هي الحل الطبيعي لحماية لبنان. وأكد ياسين تحيته من مرقد سيد شهداء الأمة الإسلامية السيد حسن نصر الله إلى الطبقة العاملة المضحية المستضعفة، التي لها الحق في العيش الكريم، ومكافأتها على الجهود التي تبذلها في تحريك عجلة الإنتاج الوطني، وتكريمها من خلال برامج تحفظ حقوقهم وتراعي أوضاعهم المعيشية. وشدد على أن حق العامل مقدس، وأن العدوان عليه باطل، وأن ما مورِس من قبل بعض أصحاب العمل من محاولة حرمان عمال لبنان من حقهم في أجر عادل يجب أن يصحح، لأن عمال لبنان ليسوا مكسر عصا أو كبش فداء، بل هم عيالهم ووطنهم على مذبح الطمع والاستغلال والنهب وزيادة الأموال، خصوصاً لدى أولئك الذين أثبتوا أن مصالحهم الخاصة مقدمة على مصلحة لبنان، وأن وطنهم هو الدولار والدينار. ودعا إلى الحفاظ على حق العامل في لبنان لما يمثله هذا العامل من قوة إنتاج وتحريك للاقتصاد، متسائلاً: "أنى لكم وطن إن لم يستوطن فيه بعد الحق والعدل، وخصوصاً حق العامل والموظف وعدالة أجره سواء في القطاع العام أو الخاص." وأكد أن التنظيم النقابي يواصل حمل أمانة تضحيات أبناء الوطن في الجيش والشعب والمقاومة في طريق السيادة والحرية والاستقلال الحقيقي، مطالباً الحكومة بأن تكون على قدر المسؤولية والقيام بما عليها في سبيل حفظ سيادة الوطن على كامل الأراضي اللبنانية وحماية المواطنين والدفاع عنهم. وأضاف أن لبنان على أبواب انعقاد مؤتمر العمل الدولي في جنيف، حيث طالب الحكومة عبر وزاراتها المعنية بتوجيه السؤال لمنظمة العمل الدولية عن سبب استثناء لبنان من تقرير المدير العام للمنظمة حول آثار العدوان والاحتلال الإسرائيلي على فلسطين والأراضي العربية المحتلة، ودعا إلى رفع دعوى قانونية على كيان العدو ومتابعة الدعوى المقدمة بموضوع تفجير أجهزة النداء (البايجر) التي تم رفعها للمنظمة المذكورة. وطالب الحكومة بتحمل المسؤولية ومساءلة المقصّرين في هذا الموضوع. وفي الختام، دعا الدولة إلى التحرك لوقف العدوان على الأراضي اللبنانية وحماية اللبنانيين في أرضهم وزرعهم، مؤكداً أن الحكومة بحسب بيانها الوزاري التي تُحاسب عليه، فهي حتماً معنية بالدفاع عن لبنان، متسائلاً عن سبب السكوت والإذعان. واختتم ياسين بتحية مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني الجبار وشعب اليمن العظيم وكل الشعوب الحرة المناضلة. |