١٣ حزيران ٢٠٢٥ 
في كلمة ألقاها باسم الاتحاد العمالي العام في لبنان، خلال الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف، وبحضور عضو مكتب الاتحاد العمالي الحاج علي طاهر ياسين، وعضوي المجلس التنفيذي في الاتحاد العمالي العام عماد ياغي ومحمد إبراهيم، إلى جانب وفود عربية وعالمية، أكد رئيس الوفد العمالي اللبناني، السيد حسن فقيه، أن العمال اللبنانيين يقفون اليوم على حافة الانهيار، ليس فقط نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، بل أيضًا بسبب السياسات الحكومية التقشفية المجحفة. وقال فقيه إن الحكومة اللبنانية تمضي في نهج إنكاري يزيد من عمق الأزمة، متجاهلة دروس الكوارث التي مر بها الشعب اللبناني، ومقصيةً ممثلي العمال عن طاولة القرار، وخصوصاً في ما يتعلق بوضع سياسات الأجور والحماية الاجتماعية. واستنكر فقيه غياب خطة وطنية شاملة للنهوض الاقتصادي والاجتماعي، والتغييب المتعمد للحركة النقابية من عمليات الحوار وصنع القرار، محذراً من أن أي خطة إنقاذ ستظل حبراً على ورق ما لم تستند إلى معايير العمل الدولية والمشاركة النقابية الفعلية. وشدد فقيه على أن العدالة الاجتماعية لا يمكن تحقيقها من دون احترام الحريات النقابية والحوار الاجتماعي الحقيقي، معتبراً أن إشراك النقابات بصورة شكلية لا يمثل حواراً حقيقياً ولا يؤدي إلى نتائج عادلة. وفي سياق كلمته، حيّا فقيه القرار التاريخي لمؤتمر العمل الدولي بمنح دولة فلسطين صفة مراقب غير عضو في منظمة العمل الدولية، واعتبره خطوة ذات بعد سياسي وأخلاقي تعزز الاعتراف الدولي بمعاناة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والعدالة. وطالب فقيه بوقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، ورفع الحصار غير المعلن عن المناطق الحدودية، وضمان عودة السكان إلى بيوتهم وأرزاقهم، مشدداً على أهمية دور قوات "اليونيفيل" واحترام مهامها في جنوب لبنان. كما دعا إلى فتح حوار اجتماعي حقيقي يضم كافة فئات القوى العاملة، بما في ذلك اللاجئون والعمال المهاجرون، وإقرار حد أدنى عادل للأجور يتناسب مع كلفة المعيشة، وإعادة النازحين السوريين إلى وطنهم، وتعديل القوانين والتشريعات بما ينسجم مع معايير العمل الدولية. وختم كلمته بالتأكيد على أن مطالب الاتحاد العمالي العام ليست معجزات، بل هي جوهر مبادئ منظمة العمل الدولية، وهي: الحرية، العدالة، الشراكة، والمساءلة. وقال فقيه: "نأمل أن يكون هذا المؤتمر منصة لتعزيز هذه القيم لا مجرد محطة لتكرار أقوال سابقة دون تغيير فعلي". |