١٤ ت١ ٢٠٢٥ 
في خطوة يصفها كثيرون بأنها بداية تحول نوعي في الزراعة اليمنية، حقق مزارعو محافظة ريمة إنجازًا غير مسبوق بزراعة أشجار الزيتون التي أظهرت نموًا ممتازًا في موسم واحد فقط، ما يُعد دلالة قوية على قدرات الأرض اليمنية في المنافسة على الساحة الزراعية العالمية. بعد عقود من اعتماد اليمن على استيراد الزيتون من دول البحر الأبيض المتوسط بتكاليف مرتفعة، كشف مزارعو ريمة سرًّا طالما انتظروه: الأرض اليمنية كانت تحمل في طياتها إمكانات هائلة. يقول أحد المزارعين:“لم نتوقع هذا النجاح السريع، الأشجار نمت كأنها في بيتها الطبيعي.” من بين القصص الملهمة في هذا المشروع، قصة المزارع أحمد السنيدار، الذي عاش سنوات يعتمد فيها على شراء زيت الزيتون بأسعار مضاعفة، لكنه اليوم يرى أن حلم الاكتفاء المحلي بات قريبًا من التجسيد. أسباب النجاح وإمكانات التوسع يرجع الخبراء هذا النجاح إلى تشابه المناخ في ريمة مع المناطق التقليدية لزراعة الزيتون في حوض البحر المتوسط، مما أتاح لشجرة الزيتون التكيف والازدهار. كما أن التجربة تُعد مؤشرًا واضحًا على جدوى التوسع في هذا المحصول محليًا وعلى الصعيد التصديري. في الأسواق المحلية، من المتوقع أن ينخفض اعتماد الأسر اليمنية على الاستيراد تدريجيًا، ويُتاح زيت الزيتون المحلي بسعر منافس. أما على المستوى الوطني، فإن هذا المشروع قد يفتح الباب أمام صناعة زيت محلية متكاملة قادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية. لكن بالرغم من التفاؤل، هناك أصوات تدعو إلى الحذر من التوسع السريع دون دراسات شاملة لضمان استدامة المشروع على المدى الطويل. مع هذا الإنجاز، قد تصبح ريمة رمزًا جديدًا للزراعة النوعية في اليمن، وربما نقطة انطلاق حقيقية لتحويل البلاد من مستورد تقليدي إلى منتج زراعي منافس في الأسواق العالمية. المصدر : وكالة اليمن |