٢٢ ت١ ٢٠٢٥ كتب جهاد عقل منذ صعود الرئيس دونالد ترامب ومجموعة أصحاب المليارديرات الى الحكم ، وضعوا جُل سياساتهم الداخلية على محاربة الطبقة العاملة الأمريكية وفي مقدمتها النقابات العمالية،وقد لفت أنتباهنا تقرير واسع لصحيفة الغارديان البريطانية تعالج فيه هذه الحالة الترامبية ،إتجاه الطبقة العاملة والنقابات في الولايات المتحدة ، ولأهمية هذا التقرير واستنادًا إلى تقرير الصحيفة البريطانية، الذي نشرته يوم 19 تشرين أول/ أكتوبر 2025، * للكاتب مايكل سايناتو فيما يلي استعراض أهم ما جاء فيه ، لنطلع معاً على الكثير من حقائق لسياسة ترامب وثلته اتجاه العمال والنقابات: مع تصاعد محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقليص الجهاز الفدرالي وتركيز سلطته التنفيذية، أصبحت النقابات العمالية في الولايات المتحدة رأس الحربة في الدفاع عن حقوق العمال وعن الديمقراطية ذاتها. ووفقًا لتقرير موسّع نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في 19 أكتوبر 2025، "برزت النقابات كأحد أقوى الخصوم السياسيين لترامب، وهي تخوض الآن معارك قضائية متواصلة ضد سياسات التسريح الجماعي وتجريد الموظفين من حقوقهم النقابية”. *المعركة أمام القضاء توضح "الغارديان" أن النقابات قدّمت عشرات الدعاوى القضائية في المحاكم الفدرالية بهدف وقف قرارات التسريح والإجراءات التنفيذية التي تهدف إلى إلغاء حقوق المفاوضة الجماعية لأكثر من مليون موظف حكومي. وفي تطوّر لافت، منحت القاضية سوزان إيلستون من المحكمة الفدرالية في كاليفورنيا أمرًا مؤقتًا يوقف تنفيذ أحدث قرارات التسريح المرتبطة بالإغلاق الحكومي. تقول سكاي بيريمن، الرئيسة التنفيذية لمجموعة (Democracy Forward) ، التي تمثل عددًا من النقابات أمام القضاء: "في الولايات المتحدة، كان العمال المنظَّمون دائمًا في طليعة مقاومة إساءة استخدام السلطة وإشعال التغيير الجيلي. لذا ليس غريبًا أن يكونوا اليوم في الخط الأمامي لمواجهة هذه النزعات الضارة في الحكم.” * أكبر هجوم حكومي على النقابات في التاريخ الأمريكي يشير التقرير إلى أن الرئيس ترامب أصدر في شهر آذار/مارس وآب / أغسطس 2025 أوامر تنفيذية متتالية ألغت أو جمدت حقوق المفاوضة الجماعية في عدد من الوكالات الفدرالية، تحت ذريعة "الأمن القومي”. ووصفت النقابات هذه الأوامر بأنها أشد هجمة حكومية على النقابات في تاريخ الولايات المتحدة. وصرّحت ليز شولر، رئيسة اتحاد النقابات الأمريكية (AFL-CIO): "من الواضح أن هذا القرار عقوبة سياسية تستهدف النقابات التي تتحدّى سياسات الإدارة غير القانونية أمام القضاء، ومحاولة صريحة لإسكات أصواتنا.” من جهته، اعتبر إيفريت كيلي، رئيس اتحاد موظفي الحكومة الأمريكية (AFGE)، أن هذه الإجراءات "تمثل تهديدًا مباشرًا لحق العمال في التنظيم والتمثيل النقابي الحر”. * "حكم بالاندفاع لا بالمبدأ" أما المحامية العمالية سوزان سمرلين من واشنطن، فوصفت سياسات ترامب بأنها "حكم بالاندفاع لا بالمبدأ"، مضيفة في حديثها للغارديان: "إنها حكومة تختبر القانون لترى إن كان أحد سيوقفها. إنه أشبه بتسليم مفاتيح البلاد لمجموعة من الأطفال في الثانية عشرة من عمرهم.” وترى سمرلين أن ما يجري هو "معركة من أجل بقاء الخدمة المدنية غير الحزبية التي تخدم الشعب الأمريكي، لا الحزب الحاكم»، معتبرة أن الدفاع عن العمال اليوم «هو دفاع عن فكرة الديمقراطية نفسها”. * العمال حُماة للديمقراطية يرى تقرير "الغارديان" أن تحالف النقابات مع منظمات الدفاع عن الديمقراطية يشكل جبهة دفاع أساسية ضد النزعات السلطوية الجديدة، وأن هذه المعركة تتجاوز حدود المطالب المهنية إلى الدفاع عن جوهر النظام الديمقراطي الأمريكي. وفي ختام التقرير، يشير الكاتب "مايكل سايناتو" إلى أن ما لا يقل عن 30 دعوى قضائية رفعتها النقابات ضد إدارة ترامب حتى تشرين أول /أكتوبر 2025، تشمل قضايا التسريح، وإلغاء الاتفاقيات الجماعية، ومحاولات إعادة هيكلة الوكالات الحكومية بهدف تركيز السلطة في يد الرئيس. وكانت مجلة "جاكوبين"ومراكز بحثية أخرى قد أجرت ندوة شارك فيها النقابي شون فاين رئيس اتحاد نقابات عمال السيارات في الولايات المتحدة الذي قاد العديد من الإضرابات ضد كبرى شركات تصنيع السيارات ومنها شركة الملياردير ماسك حليف ترامب وحقق مع العمال انجازات غير مسبوقة ، قال فيها:" إنّ الطبقة العاملة في الولايات المتحدة بحاجة إلى برنامج سياسي حقيقي يعالج قضاياها الأساسية، وليس إلى شعاراتٍ حزبية جوفاء. وأكد أن "المعركة المقبلة" يمكن أن تتجسد في إضراب واسع عام 2028 يضع هذه القضايا في قلب المشهد السياسي الأميركي”. وأكد فاين :"أن العمال بمختلف انتماءاتهم يضعون أربع قضايا في صدارة أولوياتهم: الأجور العادلة، الرعاية الصحية، التقاعد الآمن، والتحكم في الوقت. وقال: "ليست القضية الحدود ولا الحمّامات ولا المعتقدات الدينية، بل هذه القضايا الأربع الجوهرية.” * النضال من أجل حقوق العمال ، نضال من اجل الديمقراطية بما جاء في كل من تقرير ّالغارديان" وفي ندوة مجلة"جاكوبين"يؤكد أن هناك نهضة نضالية نقابية غير مسبوقة، ليس فقط دفاعاً عن الحقوق العمالية بل عن المستقبل السياسي والديمقراطي في معقل القوة الرأسمالية الأمر الذي سيغير الكثير في مستقبل تلك الدولة بخصوص حقوق الطبقة العاملة وكما جاء في ختام تقرير "الغارديان" حيث :تظهر تجربة النقابات الأمريكية اليوم أن النضال من أجل حقوق العمال لا ينفصل عن النضال من أجل الديمقراطية. فحين تُستهدف النقابات، يُستهدف معها مبدأ المصلحة العامة وحق المواطنين في مؤسسات مهنية مستقلة. وفي مواجهة «الحكم بالاندفاع لا بالمبدأ»، كما وصفته الغارديان، يذكّر العمال الأمريكيون العالم بأن الدفاع عن الكرامة في العمل هو أيضًا دفاع عن كرامة الأمة. * الغارديان 19/10/2025 المصدر : الحوار المتمدن تنويه: الآراء والمواقف المنشورة في هذا الباب تعبّر عن رأي صاحبها فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي أو توجهات إدارة الموقع . |